عادة ما يحاول اللاعبون الظهور بشكل مميز في المحافل الدولية، فتظهر في مختلف نهائيات كأس العالم مظاهر غريبة لطريقة الاحتفال بالتهديف أو للهندام أو مثل تسريحة الشعر أو الوشم وغيرها..
تسريحة الشعر.. جزء مهم من شخصية اللاعب وجماهيريته.. كلما زادت غرابتها وشكلها المختلف ارتفعت شعبيته لأن الكل يحاول تقليده.. وهناك نجوم لا يتذكرهم أحد إلا من تسريحة الشعر لأنها كانت من السمات المميزة في شكلهم قبل أدائهم.
والمميز في الجيل الحالي من المنتخب الوطني وهو الذي يتأهب للمشاركة في المونديال ظواهر غريبة وغير مسبوقة في أوساط المنتخب بداية من تسريحة الشعر إلى ارتداء أقراط وكذا ظاهرة الوشم.
شاوشي.. صاحب الشعر الذهبي
يثير حارس وفاق سطيف فوزي شاوشي انتباه الجميع في معسكر الفريق بسويسرا من خلال تحليقة شعره المميزة والمصبوغة باللون الأصفر حيث أضحى يلقب بصاحب الشعر الذهبي. ويحظى شاوشي بشعبية كبيرة في وسط المنتخب الوطني وبين الجالية، وزادت تصرفاته الغريبة في شعبيته، حتى أن مشاركته في تدريبات المنتخب وتسجيله للأهداف بطريقة غريبة جعل الجميع مندهشا من الإمكانيات التي يملكها اللاعب.
على طريقة رونالدو 2006
لم يكن الشكل الذي يظهر به شاوشي غريبا فمنذ بلوغه النجومية بعد التحاقه بفريق شبيبة القبائل قادما من برج منايل وهو يتميز بتسريحة شعر تعتمد بالأساس على الإبقاء على مقدمة رأس الشعر وتحليق باقي الرأس كلية، في مشهد يحاكي طريقة حلاقة رونالدو في نهائي كأس العالم 2006 .
لكن المميز أن شاوشي هذه المرة فضل تحليق جوانب الرأس وترك أعلاه كثيفا مع صباغته باللون الأصفر، وهو يشبه لحد كبير لطريقة تسريحة حسن يبدة أثناء تقمصه ألوان فريق لومان الفرنسي وبنفيكا الاسباني.
وكان شاوشي قد حظي باستقبال حار من طرف باقي الزملاء خاصة القائد يزيد منصوري، بينما راح عبدون يعلق على شاوشي بطريقة ساخرة "واش فوزي حبيت تولي لا تشي تشي".
يبدة.. شعر يتغير حسب البلد
وسيدخل حسان
يبدة غمار المونديال هذه المرة بطريقة تسريحة عادية جدا، خاصة وأنه حاول التخفيف من كثافة الشعر مع الابقاء على لونه الأصلي بدل صباغته بالأصفر مثلما كان من قبل. وسيتحول يبدة ذلك اللاعب الأشقر الذي يحمل ملامح أوروبية إلى العودة للأصل وهو الذي غير طريقة تسريحة شعره من بلد إلى آخر، من فرنسا إلى البرتغال ثم انجلترا.
وحتما فإن يبدة ذاك الشاب الوسيم لن يكون صاحب الشعر الاشقر الذي شاهدناه في بنفيكا طالما أن تركيزه أكبر على المنتخب.
تسريحة عفوية لغزال لكنها فريدة في الجزائر
لم يكن شاوشي وحده محل حديث وتعليقات لاعبي "الخضر" إذ ما لبث أن فاجأهم آخر الملتحقين بالمعسكر عبد القادر غزال بطريقة حلاقته والتي ظهر بها في المباراة التوديعية له لجماهير سيينا في مواجهة البطل انتر ميلانو الأحد الماضي.
تنوعت موضات الشعر من جيل لآخر عبر السنوات.. وعلى طريقة "اليانكي" التي عادت للانتشار الآن مرة اخرى وتعتمد على إزالة جزء كبير من على جانب الرأس وإبقاء منتصفه مليئا مع تسريحه بصورة مائلة.. وامتلك اللاعبان بهذه الموضة قلوب وإعجاب الكثير من الجماهير.
غزال: سأظهر بشكل مميز في المونديال
وبطريقة ساخرة، قال اللاعب في رده عن سؤال الشروق بالقول حول طريقة تسريحة شعره قائلا "إنها كانت بصورة عفوية"، قبل أن يبتسم مطولا ويعود للحديث "أردت التغيير فقط والخروج عن المألوف".
وقال صاحب 25 ربيعا بأنه سيظهر بشكل مميز في مونديال جنوب إفريقيا متعهدا بتوقيع الأهداف وكذلك التميز بتسريحة شعر غير مسبوقة يبقى عشاق الخضر في انتظارها.
عبدون وزماموش.. موضة الشعر الكثيف والمسترسل
لم يلتزم اللاعبون بعد ذلك بشكل واحد في التسريحات وبدأ كل منهم يتفنن في ابتكار الجديد لجذب انتباه الجماهير واهتمامها.. ظهرت على الساحة الكروية بعد ذلك موضة الشعر الكثيف سواء المسترسل أو المتموج.
يعد حارس مولودية الجزائر محمد الأمين زماموش أبرز هؤلاء، إذ يسعى دائما ليسدل شعره الكثيف.
ولا يختلف الأمر بالنسبة لجمال عبدون الذي يحاول دائما الحفاظ على كثافة شعره السلس الذي يطغى على براءة وجهه.
تحليق على الصفر.. لاعبون "فراطيس"
ويضم المنتخب الحالي حوالي ستة لاعبين يتميزون عن بقيتهم من خلال قصهم للشعر بالكامل.
ولعل صخرة دفاع الخضر مجيد بوغرة أبرزهم فهو يشتهر بطريقة الحلاقة التي لا يبقي فيها ولا يذر أية شعرة.
ومن الطريف أن مدرب بايرن ميونيخ طلب في وقت سابق من لاعبيه القص من شعرهم لأنه يعيق أداءهم، ونفس الشيء طلبه مدرب انتر ميلانو مورينهو من لاعبيه.
ومن بين العناصر السبعة الجدد في المنتخب هناك أربعة منهم "فراطيس" في مقدمتهم الحارس مبولحي، والمميز ڤديورة والثنائي بلعيد ومجاني، يضاف إليهم رفيق جبور.
عبدون والعيفاوي والإعفاء عن اللحى
اللحية هي ما يميز الذكر عن الانثى، وهي تميز كذلك جمال عبدون كثيرا عن بقية زملائه إذ يحافظ دائما على أن يطلق لحيته بشكل كثيف مع التخفيف من كثافتها في أحيان أخرى.
ولا يحلق عبدون لحيته إلا في حالات نادرة وكان ذلك في مباراة ربع نهائي كأس أفريقا أمام كوت ديفوار حينما صرح بأنه سيحلق ذقنه إذا ما تأهل "الخضر" للدور الثاني من كأس إفريقيا.
ويفضل المدافع عبد القادر العيفاوي والمتميز بأخلاقه العالية دائما الإبقاء على اللحية، مؤكدا في الكثير من المرات بأن ذلك من مميزاته وصفات ترسم شخصيته.
من "العياشة" إلى أقراط تصنع التميز
لا يقتصر أمر الموضة الجديدة في المنتخب الوطني على تسريحة الشعر أو قصته، وإنما انتقلت كذلك إلى ارتداء أقراط وهو أمر لم يسبق وأن حدث من قبل.
ولعل فوزي شاوشي أول المحليين الذين لجأوا إلى ذلك، وهو ما يعرف باللغة العامية "العياشة" وهي عادة تلجأ إليها العائلات لأبنائها أملا في بقائهم على قيد الحياة بعد وفاة من سبقوه.
لكن الأمر لم يعد مبنيا على العرف أو المعتقدات بل تطور إلى الموضة، وهو الواضح في صورة مدلل الخضر كريم زياني.
ويتميز زياني بتسريحة شعر مميزة وقرط يضعه في إذنه ليصنع له صورة مزجت بين التزاوج بين ما هو فرنسي وما هو جزائري.
خدير ومجاني.. أخفيا الأقراط
وانضم الوافدان الجديدان للخضر إلى مجموعة العناصر التي تتميز في تصرفاتها أو في لباسها، فكارل مجاني وفؤاد خدير يتميزان بارتداء قرط في أذنيهما في صورة تعكس شباب اللاعبين.
لكن الواضح أن هذا الثنائي أخفيا القرط ربما لأسباب احترازية تفاديا للاصطدامات داخل الملعب وما قد ينجر عن ذلك أو لسر يحتفظان به لنفسيهما، خاصة وأن الجماهير الجزائرية لا تحبذ رؤية لاعبيها على هذا المظهر.
الوشم.. ظهر بالتحاق مبولحي ومجاني
وتبدو ظاهرة الوشم على الجسد غريبة جدا بين الشباب الجزائري بل وغير مسبوقة بين لاعبي المنتخب الوطني، لكن مع توجيه الدعوة للعناصر الجديدة باتت مسألة الوشم ظاهرة للعيان.
ووشم مجاني على مستوى اليد اسم كريم باللغة العربية وبرر ذلك بأنه اسم والده، بينما تظهر على مستوى رقبة الحارس الجديد مبولحي نجمة وهي ترمز للجزائر على حد زعمه.
أما ما هو خفي هو وشم عبد القادر غزال في أحد ذراعيه ما يعني أن الامر لم يعد مقتصر على لاعب بعينه وهي ظاهرة لم تكن موجودة على الإطلاق بيننا.
لمسة "شوارعية" للحصول على شكل مميز
النجم الاسباني ولاعب برشلونة انييستا لا يصبغ شعره، ولا يرتدي أقراط أذن، كما أنه لا يملك أي وشم، وذلك يجعله غير جذاب بالنسبة لوسائل الإعلام. بعضهم شعر أن انييستا بحاجة ليضفي لمسة "شوارعية" على مظهره، آخرون اعتقدوا أنه بحاجة لدعم وسائل الإعلام. ومن هؤلاء زميله تشافي: "إنه يمتلك كل شيء.. حسناً، كل شيء، تقريباً.. فهو بحاجة لدعم الإعلام".
هواتف أي فون لدى الجميع
لا يعدو أن يكون أي لاعب في المنتخب الجزائري لا يملك هاتفا، لكن الذي لاحظناه من خلال معايشتنا للاعبي الخضر هو الانتشار الكبير للهواتف "أي فون" إذ أن جلهم يملكون هاتفا. والأمر الآخر فإن كل لاعب في المنتخب الوطني يملك هاتفين على الأقل وهو ما يعني أن أشبال سعدان قد بلغوا النجومية إلى حد تخصيص عدة هواتف منها ما هو شخصي ومنها ما هو عملي.
العلم الجزائري في المعصم
لكن في الأخير ومهما قيل على الجانب الظاهر من لاعبي "الخضر"، فإن ما يضمرونه من حب للوطن ورغبتهم الشديدة في إسعاد الجزائريين لا يمكن مقارنتها إطلاقا ربما بتصرف شاب مندفع أو مظهر يافع.
إذ على الرغم من أن جل لاعبي المنتخب ولدوا وترعرعوا بفرنسا إلا أن ذلك لم يكن ليسلخهم عن هويتهم وارتباطهم بالجزائر وهو ما تلمسه في تصريحاتهم.
ويحاول كل لاعب أن يظهر ولاءه للوطن في ناديه، فانتشرت ظاهرة ارتداء العلم الوطني على مستوى المعصم أو التحاف العلم الوطني في الملاعب الأوروبية، وهي ظواهر تؤكد أن أشبال سعدان هم في المونديال من أجل تشريف الوطن قبل الظهور بأحسن مظهر.
الخميس نوفمبر 06, 2014 12:41 pm من طرف eldaylami
اليومية
