يهضم مسؤولو المنتخب الوطني طريقة تعامل لاعب سانتاندير الإسباني، مهدي لحسن، منذ عودة التشكيلة الوطنية من الدورة الـ27 لكأس أمم إفريقيا.
لم يرد مهدي على المكالمات الهاتفية لمناجير الخضر وليد صادي ولا لرئيس الفاف محمد روراوة وكذا للمدرب الوطني رابح سعدان. وأكثر من ذلك علمنا بأن مهدي بعث برسالة هاتفية إلى أحد أعضاء طاقم الخضر أخطره فيها بأنه لن يستطيع المجيء للمنتخب الوطني ولا يمكن الاتكال عليه.
هذه الرسالة الهاتفية تركت غموضا كبيرا وسط الطاقم الإداري والفني للمنتخب الوطني، سيما بعدما كان قد عبر لحسن عن استعداده لحمل ألوان الخضر أيام فقط قبيل تحديد قائمة الذاهبين إلى أنغولا ثم تراجعه في آخر لحظة، مؤجلا التحاقه إلى ما بعد نهائيات كأس أمم إفريقيا، وما ترك الانطباع أن مهدي جاد في أمر التحاقه بالخضر هو إرساله للوثائق الخاصة بجواز السفر الذي سارع رئيس الفاف محمد روراوة في إصداره بباريس على أمل رؤية لحسن مع الخضر في أقرب وقت ممكن.
وظلّت الاستفهامات قائمة حول تردّد لحسن في اللعب للخضر، فتارة يقال بأنه لم يتقبل موقف بعض كوادر الخضر الذين تحفّظوا بشأن مجيء مهدي بعد نهاية التصفيات المزدوجة لكأس العالم وإفريقيا، وتارة يقال بأن لحسن رهين وكيل أعماله وزوجته المنشغلين بكيفية رفع أجرته وتمديد عقده في سانتاندير أو البحث عن فريق آخر يحسّن فيه وضعيته المالية وغيابه عن تشكيلة سانتاندير لن يكون في صالحه، في حين تؤكد مصادر متطابقة بأن لحسن، وإن كان جد متخلق وخجول فإنه خشي الضغط المفروض عليه من قبل وسائل الإعلام الجزائرية التي أصبحت تنظر لقدومه وكأنه ''ميسي'' الجزائر، حيث أصبح لحسن يخاف من كثرة تسليط الأضواء عليه إلى درجة أن أي هفوة يرتكبها ستحسب عليه بالضعف. وهو عامل سلبي دفعه لتجنب الالتحاق بالخضر قبل المونديال.
كما أن كيفية تسيير طاقم الخضر لملف مهدي لحسن منذ أكثر من سنة لن يبعد سعدان ومساعديه من دائرة اللوم، حيث كان من المفروض أن يتولى التقنيون عملية دمج لحسن بطريقة أخرى، ودون تدخل أي طرف آخر، ودون أية وساطة تجعل اللاعب يشكّك في صلاحيات الطاقم الفني، ولا في الإطار الذي يعمل مع المنتخب الوطني.
فعدا جلسة واحدة عقدها سعدان مع مهدي في إسبانيا بحضور روراوة وصادي، قبل أكثر من ستة أشهر ومكالمة هاتفية وحيدة تمت بين المدرب واللاعب قبيل ضبط قائمة الـ32 التي شاركت في دورة أنغولا، بقيت العلاقة بين سعدان ولحسن سطحية مما ترك المجال واسعا للشكوك بين لاعب الوسط والطاقم الفني للخضر، رغم أن قضية حمل الألوان الوطنية في مثل هذه الظروف لا تحتاج في حقيقة الأمر إلى مسلسل للإقناع.