ا
وهذا شعر لبطلنا الامير عبد القادر
يا عاذراً
لامرئٍ قد هام في الحضـر = وعـاذلاً لمحـبّ البـدو والقـفـر
لا تذممـنّ بيوتـاً خـفّ محملـهـا = وتمدحـنّ بيـوت
الطيـن والحجـر
لو كنت تعلم ما في البـدو تعذرنـي = لكن جهلت وكم في
الجهل من ضرر
أو كنتَ أصبحت في الصحراء مرتقياً = بساط رملٍ بـه
الحصبـاء كالـدرر
أو جلتَ في روضةٍ قد راق منظرها = بكـل لـونٍ جميـل
شيّـق عطـرتستنشقـنّ نسيمـاً طـاب منتشـقـاً = يزيد في الروح لم يمرر على
قـذَر
أو كنت في صبح ليل هـاج هاتنـه = علوت في مرقبٍ أو جلـت
بالنظـر
رأيت في كلّ وجـهٍ مـن بسائطهـا = سرباً من الوحش يرعى
أطي الشجر
فيا لها وقفة لـم تبـق مـن حـزن = في قلب مضنى ولا كدّا
لذي ضجـر
نباكـرُ الصيـد أحيـانـا فنبغـتـه = فالصيد منّا مدى
الأوقات فـي ذعـر
فكـم ظلمنـا ظليمـا فـي نعامتـه = وإن يكن طائراً في
الجـو كالصقـر
يـوم الرحيـل إذا شـدّت هوادجنـا = شقائق عمّهـا مـزنٌ
مـن المطـر
فيها العذارى وفيها قد جعلـن كـوىً = مرقعـاتٍ بأحـداقٍ
مـن الـحـور
تمشي الحداة لها من خلفهـا زجـلٌ = أشهى من الناي
والسنطيـر والوتـر
ونحن فوقَ جياد الخيـل نركضهـا = شليلهـا زينـة
الأكفـال والخصـر
نطارد الوحـش والغـزلان نلحقهـا = على البعاد وما تنجو
مـن الضمـر
نروح للحـيّ ليـلا بعدمـا نزلـوا = منازلاً ما بها
لطـخٌ مـن الوضـر
ترابها المسك بل أنقـى وجـاد بهـا = صوب الغمائـم
بالآصـال والبكـر
نلقى الخيام وقد صفّت بهـا فغـدت = مثل السماء زهت
بالأنجـم الزهـر
قال الألى قد مضوا قـولا يصدّقـه = نقلٌ وعقلٌ ومـا
للحـق مـن غيـر
الحسن يظهـر فـي بيتيـن رونقـه = بيتٌ من الشعرِ أو
بيتٌ مـن الشعَـر
أنعامنا إن أتت عنـد العشـيّ تخـل = أصواتها كـدويّ
الرعـد بالسحـر
سفائن البـرّ بـل أنجـى لراكبهـا = سفائن البحر كم
فيهـا مـن الخطـر
لنا المهارى ومـا للريـم سرعتهـا = بهـا وبالخيـل نلنـا
كـل مفتخـر
فخيلنـا دائمـا للحـرب مسـرجـةٌ = من استغـاث بنـا
بشّـره بالظفـر
نحن الملوك فلا تعـدل بنـا أحـداً = وأيّ عيشٍ لمن قد
بـات فـي خفـر
لا نحمل الضيم ممن جـار نتركـه = وأرضه وجيمع العـزّ
فـي السفـر
وإن أسـاء علينـا الجـار عشرتـه = نبين عنـه بـلا ضـرٍّ
ولا ضـرَر
نبيت نـار القـرى تبـدو لطارقتنـا = فيها المداواة من
جوع ومن خصـر
عدوّنـا مـا لـه ملـجـا ولا وزرٌ = وعندنـا عاديـات
السبـق والظفـر
شرابها مـن حليـبٍ مـا يخالطـه = ماء وليـس حليـب
النـوق كالبقـر
أمـوال أعدائنـا فـي كـلّ آونـة = نقضـي بقسمتهـا
بالعـدل والقـدر
ما في البداوة من عيـب تـذمّ بـه = إلّا المـروءة
والإحسـان بالـبـدرِ
وصحّة الجسـم فيهـا غيـر خافيـةٍ = والعيب والداء
مقصورٌ على الحضَر
من لم يمت عندنا بالطعن عاش مدى = فنحن أطول خلق اللَـه
فـي العمـر