( ريتا طوني ).. أوكما كانت تسمّي نفسها islam_or_christian عبر برنامج المحادثات الشهير ( البالتوك PalTalk ) ..
عرفناها قبل الإسلام في الغرف الإسلامية للرد على شبهات النصارى ونقد دعاويهم الباطلة في دينهم.. باحثة عن النور والحق والحياة..
لبنانيةٌ نصرانيةٌ تعيش مع أسرتها في بلاد الحرمين، وأبوها قسيسٌ نصرانيٌّ..
هذه الفتاة الحائرة.. لم تكن تظن أن الإسلام أقرب إليها من حوار تجريه مع بعض الإخوة والأخوات عبر غرف المحادثات والدردشة!!
كانت تقول قبل إسلامها:
" أنا أعيش حياة جحيم في البيت، ممنوعه من الحوار في الدين، بابا قسيس بيحكيلي انا أعلمك طريق النجاة وأبعد عنك الأرواح الشريرة، انا أريد الحقيقة.. أين الحقيقة !!؟ هل أنا على حق وأنتم الخطأ أم أنا على خطأ وأنتم الصح !؟؟ أنا أعلم أن القرآن كلام غريب جدّاً ومؤثّر جداً، ولكن أنا رُبـّـيتُ من صغري على أنه لا يوجد قرآن ولا يوجد محمد. "
وبعد مرور الأيام والليالي.. في حوارٍ ونقاش مع عدد من الإخوة والأخوات عبر هذا البرنامج، ومنهم الأخ الكريم والمناظر الفذ ( وسام ) - أسأل الله أن يبارك فيه -، واسمه عبر البالتوك: wesam-، وأختنا الكريمة ( أوركيد ) - Orkid4 - التي رافقت أختنا ريتا في رحلة البحث عن الطريق والحق والحياة.. فما كان من ريتا إلا أن وجدت نفسها أمام الحقيقة المجرّدة !!
وجاء اليوم الذي بحثت عنه كثيرًا..
22-7-2004.. تاريخ مولدها الجديد في هذه الدنيا الزائلة..
أسلمت !!
نعم.. أسلمت !!
قالتها.. "أشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله"..
هذه الكلامات القلائل.. تملّكت عقلها.. قلبها.. روحها.. عاشت من خلالها أسعد لحظاتها.
عرفت - أخيرًا - معنى الحياة التي تبحث عنها..
" وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ. "
( يوحنّا 17:3 )
قالت بعد إسلامها :
- islam_or_christian:
آمين آمين آمين آمين يامن هديت قلبي إليك وأنرت بصيرتي أن تهدي أهلي وجميع العالمين
- islam_or_christian:
اللهم إني أسالك التثبيت ولاتزغ قلبي عن طريق النجاة وتمحي خطاياي ولا تجعلني من الضالين
- islam_or_christian:
اللهم حبب قلبي الى دينك الصحيح وزدني علما من عندك إنك أنت العليم
- islam_or_christian:
اللهم لاتحرم من ساعدني الى الوصول اليك واخرجني من الظلمات الى نور الهدى نور نبيك محمد عليه افضل سلاما وتسليم
- islam_or_christian:
الله يبارك فيكم عن جد انا سعيده في اسلامي لانكم فعلا حسستوني في معنى الاخوه
- islam_or_christian:
ربي ارحمني ان افتريت على عظمة وحدانك وجعلت في ملكك شريكا ولكني كنت في ضلالة وانت من شرحت صدري الى هداك
- islam_or_christian:
انا سعيده جدا والله تغمر قلبي اطمئنان لم اشعر به قبل في حياتي
- islam_or_christian:
انا سعيده جدا جدا جدا والله دموعي تغمر وجهي خوفا وطمعا بالله وفرحتي ان نصرني الله على الشيطان الرجيم
- islam_or_christian:
انا سعيده جدا في اسلامي اني اشعر براحه في القلب لم اشعر بها في حياتي كلها
ولكن.. قدّر الله لها ألا تستمر هذه الحياة!!
في يوم 25/8/2004.. انتهت هذه الحياة !!
ماتت ريتا !!
بل قُتلت ريتا !!
وهي تسجد لله في صلاة الظهر في ذلك اليوم، دخل عليها أبوها القسيس ( أدعياء المحبّة والسلام الكاذب ) ففوجئ بما رأى.. طلب منها لبس الصليب فرفضت، فما كان له إلا أن ضربها بكرسي حديدي أصابها بجروح ماتت على إثرها.. وإنا لله وإنا إليه راجعون.
ألا لعنة الله على القوم الظالمين..
رحمك الله يا ريتا..
ريتا طوني، ذات العشرين ربيعًا.. " عروس الإسلام والبالتوك " كما سمّاها إخوانها وأخواتها عبر برنامج المحادثات هذا..
أسأل الله أن يتقبّلها في علّيين.. مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا..
ولا نقول إلا ما يرضي ربّنا.. إنا لله وإنا إليه راجعون.
وحسبنا الله ونعم الوكيل في كل ظالم ملعون كافر..
( اعلموا إخواني أنه لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله.. حمل الأمانة وبلّغ الرسالة ونحن له طائعين )
هذه آخر كلماتها عبر البالتوك.. بعد أن قرأت علينا سورة الإخلاص.. بصدق وإخلاص
رحمك الله يا ريتا.. والملتقى الجنّة إن شاء الله.
ونسألكم لها الدعاء..
***
نقل إلينا هذا الخبر ابن خالتها ( وكان قد أسلم من قبل ) واسمه ( جوزيف - يوسف - ).. فكانت صدمة للجميع عبر غرف البالتوك.. تغمّدها الله برحمته..
ولكن.. ... { وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ } [الأنفال:30] فها هو( ريمون جورج ) ( مرافق جثمان الشهيدة - بإذن الله - " ريتا طوني " أثناء انتقالها من بلاد الحرمين إلى لبنان حتى تدفن هناك، في بلدها الأم ) يعتنق الإسلام!! بعدما كشف عن وجه الشهيدة، ويصرخ ويقول :
والله إنها ليست ميتة!!، إنها تبتسم وجسمها دافئ رغم خروجها من الثلاجة، ووجهها كأنه النور..
فسبحان ربّي العظيم..