السلام عليكم
لقد جاء النبي صلى الله عليه و سلم , للأمة العربية , و وجدها غارقة في جاهليتها , صحراء قاحلة , وأد بنات , معاقرة الخمور , حروب دامية بين قبائل من أجل ناقة عجفاء أو بغلة جرباء !
وجدنا متخلفين كثيرا ..
فهدبنا بالقرآن .. و طهرنا بالإيمان ..
و أعزنا بالإسلام ..
و مرت قرون .. إبتعدنا فيها عن القرآن .. فتخلفنا .. و أحتللنا فيها .. أخذت منا فلسطين .. سبقتنا الأمم .. صرنا نشحد من الغرب الطائرة .. و القمح !!
غار الجرح ..
تخلفنا عن الركب ..
تكالبت علينا الأمم .. كما تتكالب الكلاب على قطعة اللحم الوهنة .. كل يغرس أنيابه .. و يمزق ..
فلسطين أخذوها .. العراق احتلوها .. أفغانستان دمروها .. البوسنة ذبحوها .. كوسوفا أحرقوها .. الشيشان .. الصومال .. النيجر .. و القائمة تطول .. فحيثما تجد المسلمين .. تجد الآلام و المآسي تلاحقهم ..
يمتصون دمائنا ..
و يحاربوننا ببترولنا .. و يحتلوننا بغازنا .. بمالنا .. بنا !!
و أنظروا لحالنا :
أرضنا أغنى البقاع بكل أنواع الخيرات .. و ديننا أكمل الأديان .. و لكن :
الأمية - الجهل - الفقر - التخلف - الطبقية - الإحتقار - الإنهزام - الغش - الرشوة - الجشع - الإستغلال - الظلم ... و كل ما قد يخطر على بالك من مصائب ستجدها حتما عندنا .. يكفيك فقط أن تفتح عينيك ..
كل هذا .. و أكثر ..
و نفتخر ؟
بماذا نفتخر ؟
مصري و أفتخر !
إماراتي و أفتخر !
مغربي و أفتخر !
سعودي و أفتخر !
أي فخر لكم يا هؤلاء ؟
و لم نستطع تحرير فلسطين ؟
أي فخر لكم يا هؤلاء ؟
و نحن نشحت الطائرة و القمح من الغرب ؟
أي فخر لكم يا هؤلاء ؟
و بلداننا ملأى بالفقراء ؟
أي فخر لكم يا هؤلاء ؟
و بلداننا تحتل المراتب الأخيرة في كل شيء :
حقوق إنسان !
علم !
عدل !
حرية !
إخوتي .. إن الله أعزنا بالإسلام .. الإسلام فقط .. أما من إبتغى العزة في غيره فسيذله الله ..
من إبتغى العزة في العروبة .. ذل
من إبتغى العزة في القطرية .. ذل
من إبتغى العزة في قوميته .. ذل
العزة في الإسلام وحده ..
فأنت أخي الحبيب .. عزيز بإسلامك .. و ليس بعروبتك أو بقطرك .. أقطارنا نحبها .. نعم .. و نحلم بأن تصبح الأفضل .. لكن عزة أقطارنا في الإسلام و ليس في ذاتها ..
النبي صلى الله عليه و سلم إخوتي .. لما اعتز الأنصار بأنصاريتهم و اعتز المهاجرون بمهاجريتهم .. غضب و نهرهم و قال لهم :"ما لكم و لدعوى الجاهلية ؟"..
إتقوا الله إخوتي .. و إبتعدوا عن القطرية المقيتة .. و كما قال النبي صلى الله عليه و سلم :"دعوها فإنها منتنة" .. أي و الله منتنة .. تفرق بين الإخوة المسلمين .. و تزرع الغل في قلوبهم .. و الفخر و التباهي و العزة .. فكلنا إخوة مسلمون .. نحب الخير لبلداننا .. كلها .. السعودي يحب الخير لمصر .. و المصري يحب الخير للكويت .. و الكويتي يحب الخير للمغرب .. و المغربي يحب الخير لتونس .. و هكذا ..
لنشع إخوتي فيما بيننا حب بعضنا .. لعلنا نكون سببا في تغيير هذه الفرقة الحاصلة بين الحكومات العربية ..
و دعونا من الإفتخار .. بالقطرية ..
و ياليتنا كان عندنا ما نفتخر به ؟
بل كيف نفتخر و نحن في آخر القائمة ؟
ففي نظري .. الذي يخبر الناس أنه يفتخر بجنسيته أو عروبته أو قبيلته أو وظيفته أو شهادته .. هو في الحقيقة لاشعوريا يشك في قيمة تلك الأشياء لذلك يحب التأكيد على أنه يفتخر بها !
مجرد رأي قد تختلفون معي فيه أو تتفقون ..
لكن الأهم إخوتي ..
أن نتذكر دوما أن فخرنا بالإسلام ..
و أن الإفتخار بالجنسيات من الجاهلية الأولى ..
و اننا قوم أعزنا الله بالإسلام .. فإن إبتغينا العزة في غيره - جنسية / ثروة / شهادة / وظيفة / قبيلة - أذلنا الله ..
:لاتنسي ذكر الل