عندما تتراجع شروط الوقاية تزداد الأمراض انتشارا ويتعرض الإنسان لتكرار إصابته بالمرض أكثر وهذا ما يؤدي إلى تدني صحته وتراجع مقاومته للمرض. الأمراض العدوية عديدة أغلبها حليمة لكنها قد تصبح أحيانا خطيرة على المصاب أولا ومن حوليه. ثانيا وهذا حسب الجرثوم المسؤول عن الداء سواء بكتيريا مثل التيفوييد، التهاب السحايا، الديفتيريا، السل،...الخ أو فيروس كالزكام، السلل، الحميراء، النكاف،... الخ او الاثنين في نفس الوقت. وحسب الحالة الصحية الجسدية والنفسية التي يكون فيها الشخص وكذا الغذائية والنظافة.. إلخ فالإنسان الذي يكون مصابا بمرض من قبل سواء مرض عابر أو مزمن يكون أكثر تأثرا بالإصابة العدوية من غيره. كذلك فيما يخص الحالة النفسية التي تضعف المناعة وقدرة الشخص على المقاومة ثم التغذية التي تحمي من الأمراض إذا كانت متوازنة وكافية. وأخيرا النظافة التي تقاوم عدوانية الجراثيم وتنقص من حدتها.
أغلب الأمراض العدوية تصيب الإنسان عن طريق التنفس أو اللمس وتكون في هذه الحالة، الفيروسية هي المعنية أكثر نظرا لانتقالها من إنسان الى آخر عن طريق المجاري التنفسية، وهذا ما يتطلب جملة من الاحتياطات كارتداء القناع الواقي أثناء المرحلة الحادة للمرض وتفادى المناطق التي يكثر فيها الازدحام والمغلقة وبقاء الشخص المصاب في منزله طول المدة التي يكون فيها معديا وامتثاله للعلاج والعناية الطبية اللازمة، ثم تفادي لمس الأشياء قدر المستطاع يجعل أدواته شخصية والقيام بغسل الأيدي مرارا خلال النهار وخاصة بعد التمخط أو الخروج من المرحاض.
أو أحيانا أخرى عن طريق التغذية أو الحشرات (الباعوظ، الذباب، القمل،...) حيث يتطلب الأمر الانتباه جيدا الى تغذيته وخاصة بالنسبة للذين يتناولون فطورهم خارج المنزل أين تكون هذه الامراض أكثر انتشارا حسب حالة المكان الذي نتناول فيه الغذاء والأواني المستعملة والأشخاص المكلفون بإعداد وتقديم الوجبة الغذائية. نفس الشيء بالنسبة للمشروبات والفواكه التي قد تكون ملوثة أو غير صالحة للاستهلاك تماما.
من جهة أخرى، تنقل عدد من الحشرات أمراضا قد تصبح خطيرة مثل السالمونيلوز، الملاريا، الطاعون، التيفيس،...الخ التي يمكن القضاء عليها بمحاربة الحشرات والاعتناء بالنظافة واحترام شروط الوقاية.
ما هي شروط الوقائية من الأمراض العدوية؟
الوقاية هي أفضل الوسائل للإنقاص من عدد الأمراض العدوية ومن حدتها وانتشارها ما بين أفراد العائلة ثم الأصدقاء والمجتمع كله وحتى ما بين المجتمعات. وتتوقف هذه الوقاية على شرطين أساسيين أولهما: الادلاء بالمرض العدوى للمصالح الصحية (البعض منها إجبارية) لاتخاذ الإجراءات اللازمة والمتمثلة في عزل المريض المعدى، سواء في منزله أو في المستشفى وإبعاد الأطفال عن المدرسة والقيام بتعقيم المنزل أو المنطقة الملوثة.
ثانيهما متابعة العلاج المناسب والقيام بالتلقيحات الإجبارية والضرورية والاعتناء بالنظافة الشخصية والمحيطية والغذائية.