الصديق في هذا الزمن عملة نادرة بل تكاد تكون مفقودة تماما . ولعل أباحيان التوحيدي الأديب الالمعي كان محقا يوم اشتكي من غدر زمانه وكان كثير الشكوي مما ألم به من المحن والإحن .وصار الناس في هذا الزمن الغريب أصدقاء المصالح يجتمعون باجتماع المصالح ويتفرقون بتفرقهما .صار هم الكل سكن فاخر وسيارة فارهة وجمع المال بكل الطرق ولايهم .فبعد الهناء والغني والثراء والفحشاء يمنون انفسهم بعودة صادقة إلي الله .حين تقرأ قول الشاعر :
إن أخاك الحق من كان معك ومن إذا ضر نفسه لينفعك
ومن إذا ريب الزمان صدعك شتت شمله فيك ليجمعك.
يعلم الله كم هو ثقيل غدر الأصدقاء .تشعر وكان طعنة غادرة قوية اتتك علي حين غفلة في الظهر .فليس أمامك سوي استجماع انفاسك لتقاوم الألم.لعل ذاك الأديب عناهم يوم كتب كتابه (تفضيل الكلاب علي كثير ممن لبس الثياب) وملخض القصة أن أعز أصدقائه غدره فتأثر تأثرا قويا وفي يوم من الأيام ترك الصبي نائما في البيت وحين عاد وجد أثر الدم في فم الكلب فظن ان الكلب قد اكل الصبي فتعجل وقتل الكلب الوفي وحين دخل وجد الصبي نائما وبجانبه افعي مقتولة فعلم ان الأفعي حاولت التهام الصبي فقتلها الكلب وندم علي قتله.وهذه القصة مكررة كثيرة في الكتاب المذكور .
الخميس نوفمبر 06, 2014 12:41 pm من طرف eldaylami
اليومية
