غزال: “لا أستطيع البقاء بعيدًا عن الخضر أكثر من هذا وأنتظر قائمة بن شيخة بشغف”

غزال: “لا أستطيع البقاء بعيدًا عن الخضر أكثر من هذا وأنتظر قائمة بن شيخة بشغف”

لم يتحدث غزال كثيرا بعد إبعاده من
المنتخب الوطني، لكنه يفتح قلبه هذه المرة “للهدّاف” ويكشف لها العديد من
الأمور التي لم يسبق أن تحدث فيها، سواء عن عدم استدعاءه للقاء لكسمبورغ،
أو عن إصابته التي لا زال لم يشف منها، أو حتى عن المشكل الهجومي الذي
يعاني منه “الخضر”،




ومثل ما هو معطاء فوق الميدان كان سخيا في حواره معنا وأجابنا بكل صراحة
عن كل أسئلتنا حتى فيما يتعلق بمستقبله مع باري، وعن شقيقه رشيد، كل هذه
الأمور وأشياء أخرى مهمة تطالعونها في هذا الحوار الشيق...
كيف هي حالك عبد القادر والى أين وصلت الأمور مع إصابتك ؟
صراحة
لم يسبق لي أن تعرضت لإصابة خطيرة مثل هذه، وقد فهمت جيدا ما معنى الصعوبة
التي يتلقاها اللاعبون من أجل العودة من إصابات مماثلة. لكن كل شيء يسير
على ما يرام الآن، أنا أشعر بتحسّن أكبر وتقريبا أنا في المرحلة الأخيرة من
العلاج، فانا ألمس الكرة بشكل عادٍ، وأقوم بالتمارين بصفة طبيعية وهو ما
يعني أني شفيت بنسبة كبيرة منها.
ما هي طبيعة هذه الإصابة بالضبط ؟
إصابتي
عبارة عن تمزق عضلي على مستوى العضلات المقربة، وقد تعرضت لها على مرتين،
حيث كنت قد شفيت منها وعدت للتدريبات، لكني عدت وتعرضت لها فور عودتي
للتدريبات بسبب قيامي بحركة مفاجئة.
كيف عشت هذه المرحلة الصعبة من حياتك خاصة أن فريقك باري يعاني في مؤخرة الترتيب ؟
لقد
كانت مرحلة صعبة للغاية علي، فقد جئت حديثا إلى باري، حيث كان المسؤولون
قاموا بمجهودات جبارة من أجل استقدامي، ووضعوني في ظروف ممتازة، لكني تعرضت
لإصابة بعد مرور 8 جولات فقط، لقد حققنا بداية موسم مشجعة، وتمكنا من
تحقيق بعض النتائج الإيجابية لكن للأسف جاءت الإصابة هذه في وقت حساس
للغاية، من الصعب كثيرًا أن تشاهد فريقك يعاني في مؤخرة الترتيب، وأنت لا
تستطيع حتى اللعب أو المشاركة في حل هذه الأزمة.
صرّحت
مؤخرا على إذاعة “أر أم سي” أنك لا تستبعد العودة إلى البطولة الفرنسية،
وسمعنا عن وجود اتصالات مع ناديي “لانس” وبوردو، ما هي نواياك ؟
الذهاب
من باري في الوقت الراهن ليس ضمن مخططاتي، فلن يكون الأمر جيدا من طرفي
بعد كل ما قام به المسيّرون من أجلي، ففي كل يوم يتصل بي المدير الرياضي
ويطمئن على صحتي، وهو أمر يفرحني كثيرا، وأريد بأي ثمن أن أرجع لهم الدين
الموجود على عاتقي، أريد أن أوظف كل إمكاناتي لفريقي خاصة في الظروف
الحالية، لكن بالمقابل لو تكون هناك عروض من فرنسا فلن أغلق الباب في
وجهها، لكن الأمر ليس سهلا، فأنا جديد في باري ووقّعت عقدا مدته أربع سنوات
وبالتالي فان الأمر بيد فريقي، ويجب علي الحديث مع مناجيري الذي يتابعني
عن قرب.
بالإضافة إلى الوضعية الصعبة
التي عشتها مع فريقك باري في بداية الموسم، تم إبعادك من المنتخب الوطني في
لقاء لكسمبورغ رغم أنك كنت من بين ركائز الفريق خلال التصفيات المؤهلة إلى
كأسي العالم وإفريقيا 2010، كيف تقبلت الأمر ؟
لقد أصبت بخيبة
أمل كبيرة، وغضبت كثيرا لأني لاعب يحب المنافسة ولا أقبل أبدا بالابتعاد عن
تشكيلتي، لكن يجب احترام قرار المدرب وأفكاره الجديدة، لكن لن أخفي عليك
خيبتي خفّت بهذا القرار لأنه جاء بعد يوم واحد من تعرضي للإصابة، وبالتالي
لم أكن جاهزا للعب، لكن رغم هذا لا يمكن أن لا تتأثر بهذا القرار بعد أن
تكون قد أمضيت سنتين مع المجموعة، وعشت أوقات لا تنسى سواء صعبة أو جميلة
مثل التأهل إلى كأس العالم.
هل تعتقد أنك دفعت الثمن غاليا بسبب خسارة بانڤي بهدفين لصفر، وكيف تفسر هذه الخسارة ؟
لا
أعتقد ذلك، وليس أنا من يمكنه أن يفسر سبب ابتعادي عن التشكيلة، بل المدرب
هو الذي يمكنه شرح ذلك، إنها استنتاجاته التي قادت إلى استبعادي وبالتالي
هو الوحيد الذي يعرف السبب، أنا من جهتي أحترم قراراته، وإن كان السبب هو
الخسارة في بانڤي فمن الصعب علي أن أتجرع ذلك، فقد عملت بجد طيلة موسمين،
وأعطيت الكثير لبلدي، أما في ذلك اللقاء فأعتقد أننا كلنا مررنا جانبا،
والتعثر كان جماعيا، وهذا لأسباب كثيرة، من بينها الحرارة والرطوبة
العاليتان في ذلك البلد، فليس من السهل أن تصل إلى بلد فيه مناخ مماثل
وتتأقلم معه في ظرف 48 ساعة، ولا يجب أن ننسى أن الكرة الجزائرية عادت
للواجهة ولم نعد بلدا صغيرا في كرة القدم، وبالتالي فإن كل المنتخبات تضاعف
مجهوداتها من أجل الفوز علينا، خاصة عندما يتعلق الأمر بمنتخبات صغيرة مثل
إفريقيا الوسطى.
بعض الإشاعات تؤكد
أن اللاعبين لم يعودوا يتعاملون بجدية في المنتخب، وأنهم أصبحوا يأتون
لتربصات “الخضر” على أنها مخيمات صيفية للنزهة، ما تعليقك ؟
(يتردد)
مخيمات صيفية، التفكير في هذا الأمر في حد ذاته غير مقبول، كل اللاعبين
ينتظرون بشغف الذهاب للمنتخب الوطني من أجل تشريف الألوان الوطنية، ومجرد
عدم استدعاءك يجعلك تغضب كثيرا، ولا أعرف أي منتخب في العالم اللاعبون
يأتون إلى تربصاته على أنها فرصة للنزهة، فنحن لاعبون ورياضيون قبل كل شيء
والمنتخب الوطني أمر مقدس، أعتقد أننا أمضينا سنتين رائعتين في المنتخب،
والآن نواجه بعض الصعوبات التي أعتبرها من جهتي عادية، فالفريق تغير كثيرا
ولدينا العديد من اللاعبين الجدد في الفريق والذين هم بحاجة للتأقلم مع
التشكيلة، ومع الطبيعة الإفريقية، وبالتالي فإنه مع مرور الوقت الأمور
ستتحسن دون شك.
كيف استقبلتم وصول المدرب الجديد مع أفكاره وطريقته الجديدة ؟
لقد
أعجبني خطابه كثيرا، فقد لمست عنده حماسا كبيرا ورغبة في الفوز شديدة،
وكذا رغبته في تطوير تنظيمنا الهجومي الذي يعتبر شغلنا الشاغل في الوقت
الراهن، وبعد نهاية اللقاء أمام إفريقيا الوسطى ذهبنا لملاقاة المدرب
لنخبره أننا متأسفون لهذه الخسارة، وأن الأمر لا علاقة له بقدومه الجديد،
وأننا أحببنا طريقة عمله كثيرا.
هل اتصل بك المدرب الوطني بعد لقاء إفريقيا الوسطى ؟
لا،
لم يتصل بي، لكن بالمقابل رئيس الاتحادية محمد روراوة اتصل بي واستفسر عن
حالتي الصحية، وقد سعدت كثيرا للاتصالات التي كانت تصلني منه، الآن أنا
أنتظر بشغف الإعلان عن القائمة الجديدة “للخضر” التي ستواجه المنتخب
التونسي، فالعودة للمنتخب الوطني هي هدفي الحالي، فأنا متشوق للالتحاق
بالمجموعة من جديد، واللعب بالألوان الوطنية، وبصفة عامة أنا جد متشوق
للعودة لصفوف “الخضر”، فلم يعد بإمكاني التحمل أكثر والبقاء بعيد عن
التشكيلة، ويجب أن استعيد لياقتي في أسرع وقت (الحوار أجري يوم 11 جانفي)،
لقد اشتقت للمنتخب (أعادها كثيرًا).
ماذا عن زملائك في المنتخب ؟
بطبيعة
الحال، فقد تحدّثت مع العديد منهم مثل كريم زياني ومجيد بوڤرة، فنحن مثل
العائلة الواحدة، خاصة بعد الذي عشناه معا خلال السنتين الماضيتين، فقد
تكوّنت بيننا علاقات ممتازة، فعندما يصاب أحدنا أو يواجه بعض الصعوبات الكل
يتصل به ويحاول تشجيعه، فلا يمكن أن ننسى ما عشناه في مصر، الخرطوم أو في
كأس إفريقيا.
وهل من الصعب تحقيق انطلاقة جديدة بعد كل هذا ؟
هذا
أمر واضح، ففي ظرف سنة واحدة تقريبا عشنا كل شيء، من نوفمبر إلى غاية جوان
عشنا ما يمكن للاعب كرة قدم أن يعيشه طيلة مشواره الكروي وبوتيرة عالية
وكبيرة، ويمكن القول أننا دفعنا ثمن ذلك خلال بداية التصفيات التأهيلية
لكأس إفريقيا 2012، ولكن الآن يجب أن نبدأ من جديد، هذا لن يكون سهلا، فمن
العصب أن تترك ملاعب المونديال وتلعب في الميادين الإفريقية (يضحك).
خلال
كأس إفريقيا الأخيرة، المدرب الكبير “كلود لوروا” انبهر بقتالك فوق
الميدان وتأثيرك الكبير في الخط الأمامي، أما الجماهير فلم تهضم عدم تسجيلك
للأهداف، هل المشكل في كونك غير أناني ولا تسعى لتسجيل الأهداف بمفردك ؟
ما
قاله عني كلود لوروا يشرفني كثيرا، لأنه إنسان يعرف جيدا كرة القدم، وعن
قضية عدم تسجيلي للأهداف أقول، الجري في كل مكان، المقاتلة فوق الميدان
وتبليل القميص هي من خصائصي، ولن أنزعج مما أنا عليه، أفضّل أن أكون هكذا
على أن أغش وأتمكن من تسجيل أهداف أكثر، لا أعرف كيف أغش فوق الميدان،
وكوني غير أناني يعتبر من بين المزايا التي أتميز بها، في بعض الأحيان أقول
أنه علي أن أقلل الجهد قليلا، لكن للأسف الأمر أكثر مني، ويغلبني في بعض
الأحيان، وحتى وإن كنت أضاعف المجهودات ليستفيد منها جبور، بوڤرة أو عنتر
يحيى أو غيرهم، ويقدم لنا الأمر التأهل إلى كأس إفريقيا فأنا أقبل بهذا
بصدر رحب، والأمر يناسبني جيدا، فأنا دائما مع اللعب الجماعي، وهو ما جعلني
أقبل حتى باللعب ظهيرًا أيمن، وأنا أفضّل أن ألعب أربعين مباراة أو أكثر
بين فريقي والمنتخب على أن ألعب أقل وأسجل أكثر.
في
الجزائر تلعب كرأس حربة حقيقي، ولكنك لم تسجل سوى 3 هدف خلال 24 مشاركة،
هل أنت فعلا رأس حربة وهداف، أم أنك حبيس منصب لا يلائمك تماما ؟
اللعب
كرأس حربة أمر يمكنني القيام به دون أي مشكل، وقد سبق أن قمت بهذا الدور
خلال كأس إفريقيا للأمم بأنغولا، لكن المنصب الذي يمكن القول أنه المكان
الذي أشعر فيه بأكثر راحة، ويساعدني أكثر هو اللعب خارج المهاجمين وهو
المنصب الذي يسمح لي بتسجيل أهداف أكثر، خلال الموسم الماضي في سيينا، كنت
ألعب على الأطراف، لكن بعد أن تم تغيير المدرب، تحدثت مطولا مع ماركو
باروني الذي أكد لي أنه يراني أفضل في منصب مهاجم ثانٍ، لأنه يمكنني تقديم
الإضافة بفضل توغلاتي، وفي هذا المنصب بالذات تمكنت من تسجيل ثنائيتي أمام
كل من باري وجوفنتوس، وقد منحت أيضا العديد من الكرات الحاسمة لزميلي
مكاروني، لذا أعتبر هذا المنصب هو الأنسب بالنسبة لي.
لكن تفضيلك اللعب في هذا المنصب يعني أنك ستجد أكثر منافسة في “الخضر”، ألا تعتقد ذلك ؟
هذا
أمر واضح، إنه يعني بالنسبة لي منافسة أقوى، لكن بالنسبة للاعب محترف فهذا
الأمر لا يزعجه أبدا، فقد تعودنا على هذه الأمور سواء في النادي أو في
المنتخب. فلم يسبق لي أن خفت من المنافسة أبدا، رغم أني غيرت الأندية في
العديد من المرات، دون أي ضمان في أن ألعب أساسيا، فالنافسة تجعلك تبذل
مجهودات أكبر وتطور مستواك أكثر، هذا الأمر تعودت عليه في إيطاليا، وما لا
يعلمه الناس هو أنه في البطولة الإيطالية لا مكان للمتخاذلين، فإذا لم
تضاعف المجهودات وتبرهن أنك الأجدر باللعب فلن تشارك في أي مباراة.
المشكل
الكبير الذي يعاني منه المنتخب الجزائري هو في الهجوم، حيث لم يسجل
“الخضر” سوى 7 أهداف خلال 16 لقاء في سنة 2010، وقد أكد جبور أن المشكل في
النظام الهجومي وليس في مستوى المهاجمين ؟
أنا أشاطره الرأي، حيث
سبق لي اللعب معزولا في الهجوم، فعندما تلعب وحيدا أمام أربعة مدافعين من
الصعب عليك أن تقوم بأي شيء أمامهم، فلو تلاحظ جيدا تجد أن المهاجمين مثل
جبور كان يسجل بصفة دائمة مع فريقه أيك أثينا، وحتى أنا كنت أسجل الموسم
الماضي مع فريقي، حيث نجحت في التسجيل على ميلان جوفنتوس... وهذا ليس
بالأمر الهين، ويدل على أني أستطيع التسجيل، لكن الأمر المهم هو أن منتخبنا
تغير كثيرا ويلزمه وقت من أجل التأقلم الجيد للاعبين الجدد، والمشكل هو
أنه لا توجد تربصات كثيرة نجتمع فيها، وأعتقد أن المشكل الحقيقي للخط
الأمامي هو مشكل تنظيم هجومي، وليس شيئا آخر، بدليل أن جميع اللاعبين
حاولوا سواء القدامى أو الجدد، لكن الأمور لم تتغيّر.
جزائر
سنوات الثمانيات كانت تعتبر من بين المنتخبات التي تعتمد على الهجوم، لكن
الآن أصبحت منتخبا يعتمد كثيرًا على الدفاع، هل هو تغيير في الثقافة
الكروية الجزائرية ؟
لا يمكن وصفه بذلك، صحيح أننا تأهلنا إلى
المونديال دون تسجيل الكثير من الأهداف، وحتى الأهداف التي سجلناها العديد
منها كان عن طريق ضربات ثابتة، حيث تألقنا بشكل ملفت للانتباه من الناحية
الدفاعية، بفضل تكاثف جهود كل اللاعبين حيث كنا نعتمد كثيرا على اللعب
الجماعي، وحتى المهاجمين كانوا يقومون بدورهم الدفاعي لأنه يدخل ضمن عملنا،
وقد حاولنا أن نستغل البنية البدنية القوية للاعبينا مثل يبدة، عنتر،
بوڤرة، حليش... وحتى أنا، وهو ما مكننا من صنع الفارق، مثل ما حدث أمام مصر
في البليدة لما فزنا بثلاثة أهداف مقابل هدف، وحتى الكوت ديفوار، وهو ما
يؤكد أننا نملك مؤهلات هجومية كبيرة.
هذا
الحديث يجعلنا نفتح صفحة المواجهة الكبيرة المرتقبة أمام المنتخب المغربي،
هل بدأتم تفكرون في هذا اللقاء المرتقب إجراءه يوم 25 مارس القادم، وكيف
تراه ؟
قبل الحديث عن هذا اللقاء يمكن التأكيد أن اللقاء الودي
أمام المنتخب التونسي سيكون هاما للغاية للتحضير لهذا اللقاء، حيث أن
المنتخبين يتشابهان كثيرا، وفيما يخص المنتخب المغربي فقد برهن اللاعبون
أنهم عازمون على الذهاب بعيدا، فبعد أن مروا بمرحلة فراغ عادوا بقوة في
الفترة الأخيرة، لكن أعتقد أن هذا اللقاء سيكون أقل صعوبة من لقاء إفريقيا
الوسطى، لأننا نملك لاعبين من نفس العيار وينشط معظمهم في أوروبا، وطريقة
لعب المنتخبين تتشابه كثيرا، وهو ما يعني أن المواجهة ستلعب بالإمكانات
الكروية فقط، وسنكون في أفضل رواق لأننا نلعب فوق ميداننا، وهو ما يريحنا
كثيرًا من ناحية المناخ، اللقاء سيكون صعبا، لكن الأمر ممكن بالنسبة لنا،
فقد سبق أن قمنا بنفس الشيء أمام مصر، وأمام منتخبات أخرى، لكن في نفس
الوقت لا يجب أبدًا أن نتراخى لأنه لم يعد أمامنا أي خيار آخر سوى الفوز.
مثل كل الجزائريين المقيمين بفرنسا من المؤكد أنك تملك العديد من الأصدقاء المغاربة، هل بدأتم استفزاز بعضكم البعض ؟
(يضحك)،
الأمر يحدث كثيرًا مع حسين خرجة الذي يلعب حاليا في جنوة، حيث سبق لنا
اللعب مع بعضنا البعض وأنا أعرفه جيدا، وفي العديد من المرات نرسل الى
بعضنا البعض رسائل قصيرة للحديث عن الموضوع ؟
ما الذي كنت تقوله له ؟
أقول له: لا تقلق أنا قادم..
لو نعود للخلف قليلا، بعد مرور سبعة أشهر الآن كيف تقيّم مشاوركم في المونديال، خاصة إقصاءك الشهير أمام سلوفينيا ؟
ما
يحز في نفسي هو أني لم أتمكن من إظهار كل ما لدي، وتقديم الدعم للمنتخب
بسبب تلك اللقطة، وهو ما حرمني أيضا من المشاركة في اللقاء الكبير أمام
إنجلترا، لكني بيني وبين نفسي أقول من أفضل ؟ الخرطوم أم إنجلترا ؟ يبقى ما
عشناه في الخرطوم أقوى وأفضل وهو عزائي الوحيد على تضييعي ذلك اللقاء أمام
الإنجليز.
هل يمكن القول أن لمسة اليد أمام سلوفينيا بقيت ملتصقة بك، وهو ما قد يفسر إبعادك عن المنتخب ؟
لا
أعتقد ذلك، لا أعتقد أن لمسة اليد تلك ستمحو كل ما قدمته للمنتخب خلال
السنتين الماضيتين، وتضحيتي من أجله، أعتقد أن التفكير بهذه الطريقة أمر
غير منطقي تماما، ولا أشك فيه ولو لثانية، صحيح أني تسببت في مشكلة كبيرة
للمنتخب بسبب خروجي بتلك اللقطة وأني أهدرت عامين من العمل الشاق في أدغال
إفريقيا.
شقيقك رشيد يلعب حاليا في الفريق الرديف لأولمبيك ليون، هل من الممكن أن نشاهده يوما ما يلعب معك في صفوف “الخضر”؟
أتمنى
ذلك، لأن الأمر سيسعدني ويشرفني، لكن من غير الضروري أن نضع عليه الضغط من
الآن، فهو لا يزال شابا، وقد وقّع على عقد تكويني احترافي مع ليون، هذا
أمر جيد بالنسبة له، وهو يعرف ما الذي يريده، فهو يريد أن يصبح لاعبا
محترفا، وصراحة لمّا كنت في سنه لم أكن حتى أفكر بهذه الطريقة، إنه ذكي حتى
أنه لا يطلب مني العديد من النصائح في هذا الخصوص، وكل ما أقوله له هو أن
يكون جادا ويعمل كثيرا، وعندما تلعب في فريقك وتقدم أشياء جيدة كل شيء يأتي
وحده.
لو يلتحق بك في إيطاليا يمكنه ربما أن يتذوق من الطعم الخاص بالبطولة الإيطالية، وهو اللعب على الساعة 12:30، أليس كذلك؟
إنه
أمر صعب للغاية، صراحة في اللقاء الأخير أمام كاتانيا لم أتمكن من مواصلة
اللعب، والأصعب هو أن تتناول العجائن على الساعة 9:00 صباحا.






منقول من الهداف

شكرا على المرور المميز