منقول من الهداف بلحاج: “أحترم سعدان وأقول له لماذا كنت تشركني مادمت ضعيفا دفاعيا؟“في بداية الأمر وقبل إجراء هذا الحوار، كنا نتوقع أن يكون منفعلا أو أن يرفض الحديث معنا خاصة بعد الانتقادات الكثيرة التي وجهت له بعد الهزيمة
أمام منتخب إفريقيا الوسطى ضمن الجولة الثانية من تصفيات كأس أمم إفريقيا، ولكن حدث العكس تماما فبمجرد تقربنا منه واقتراح عليه إجراء هذا الحوار لتسليط الضوء على الهزيمة ورغم أنه كان متعبا جراء المباراة التي خاضها مع فريق السد القطري والتي انتهت بفوز السد بثلاثية نظيفة أمام أم صلال (الحوار أجري بعد المباراة مباشرة) إلا أنه رحب بنا وتقبل دعوتنا بصدر رحب... إنه نذير بلحاج الجناح الطائر لـ “الخضر” الذي كان في هذا الحوار مثلا يحتذى به في الطريقة الاحترافية التي تعامل بها معنا، لقد كان هادئا وأجاب على كل الانتقادات التي وجهت له وللمنتخب بصفة عامة، كما سلط الضوء على أمور كثيرة لم يكن يعرفها الكثيرون، لكنه ظهر حزينا ومصدوما عندما فتحنا معه موضوع التآمر على المدرب و“التدلال” الذي أصبح عليه اللاعبون، حيث نفى هذه الاتهامات جملة وتفصيلا، كما سقنا الحديث مع بلحاج للتعرف على أسباب تراجع مستواه وتكهناته ببقية مشوار المنتخب، كل هذا ومواضيع أخرى تتابعونها في هذا الحوار...
في البداية، مباركـ نذير على فوز فريقك ويبدو أنك سعيد بهذه النتيجة.نعم، الحمد لله على هذا الفوز الذي أتوقع أنه سيجدد ثقة اللاعبين في أنفسهم بعد البداية غير القوية في الدوري.
نريد الحديث معك حول هزيمة الجزائر أمام إفريقيا الوسطى، كيف حدث ذلك وما هو انطباعك حول هذه النتيجة؟ أكيد أنها نتيجة مخيبة لآمال الكثير من الجمهور الجزائري وحتى نحن اللاعبين تأثرنا بها، أكيد أن الجمهور كان ينتظر منا العودة بنتيجة إيجابية ولقد كنا متحمسين لذلك وكل الأمور كانت تسير على أحسن ما يرام، لكن ما باليد الحيلة فقد واجهتنا ظروف صعبة حالت دون بلوغ هدفنا.
ما هي هذه الظروف التي تتحدث عنها؟ظروف مثل ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة، حيث كان من الصعب علينا التنفس بشكل طبيعي، بالإضافة إلى تغير الطقس في الشوط الثاني وهطول الأمطار بغزارة، حيث كانت الرياح تهب في مصلحة المنافس، أعتقد أن الأمر لم يكن سهلا وعليكم أن تسألوا الوفد الإعلامي من الصحفيين الذين رافقوا بعثة المنتخب... أتصور أنهم واجهوا نفس الصعوبات وشعروا بنفس الإحساس الذي كنا نشعر به... أعتقد أن العملية لم تكن سهلة بالإضافة إلى أن بعض اللاعبين يكتشفون لأول مرة أدغال إفريقيا وأيضا غابت ستة عناصر أساسية.
البعض لم يصدق هذا الكلام واعتبره حجة واهية.صدقني أن أي شخص لن يستطيع أن يلعب في تلك الظروف التي لعبنا فيها، العملية لم تكن سهلة على الإطلاق أنا شعرت بضيق تنفس رهيب لأول مرة يحدث معي، مع أنني متعود على اللعب في الأجواء الحارة والرطوبة المرتفعة كالتي في قطر، ولكن ما واجهته في إفريقيا الوسطى كان أمرا لا يصدق وهذا الكلام لا يصدقه إلا من كان موجودا معنا، نحن لا نبحث عن التبريرات أو نريد أن نضلل الرأي العام، فإذا كان المنافس قد فاز علينا باللعب فما العيب في أن نقر بذلك فهذه هي كرة القدم ولابد من فائز وخاسر.
ولكن تعرضت لانتقادات كثيرة حول مردودكـ ومستواكـ أثناء المباراة، هل أنت راض عما قدمته؟بالتأكيد لست راضيا وأعترف بأنني كنت سيئا، ولكن ليس نذير لوحده من كان بعيدا عن مستواه وإنما جميع اللاعبين باستثناء رايس مبولحي حارس المرمى الذي كان موفقا وأنقذنا من هزيمة كبيرة بتدخلاته الرائعة، أنا لست هنا من أجل أن أوجه اتهامات لزملائي اللاعبين ولكن لماذا نذير فقط من وجهت له الاتهامات، هل نذير وحده يقود المنتخب للفوز؟... كرة القدم فيها 11 لاعبا وكل له دوره على أرضية الميدان، في حال الفوز الكل شريك وفي حال الهزيمة الكل يتحمل المسؤولية ومن طبيعتي أن أتقبل النقد ولكني لست الوحيد من كان سيئا وهذا يعود للأسباب السابق ذكرها... أتصور أن أي لاعب لو تسأله نفس السؤال فسيقول لك إنه لم يكن في لياقة جيدة.
ألا تعتقد أنك دفعت فاتورة اللعب في الدوري القطري؟ أرجوكم لا تظلموا الدوري القطري، هو بريء مما حدث معنا في إفريقيا الوسطى، الظروف المناخية التي واجهناها هناك هي التي حرمتنا من التألق والظهور بوجه مشرف، الدوري القطري ليس كما يتوقعه البعض وإنما هو بطولة محترمة وقوية تضم كوكبة من الأسماء العالمية سواء من أوروبا أو شمال إفريقيا أو أمريكا الجنوبية، لقد قلتها في بداية هذا الحوار الرطوبة العالية سببت لنا ضيقا في التنفس وصعوبة في التحرك على الميدان بشكل غير طبيعي، أتحدى أي لاعب بأن يؤدي بكل إمكاناته في تلك الظروف.
ولكن الجمهور الجزائري مستاء من مستواكـ منذ تعاقدكـ مع السد القطري. لا، لا، مستواي ليس له أي علاقة باللعب بالبطولة القطرية، أعتقد أن كل لاعب في العالم يمر بفترة فراغ وأنا قلتها وأكررها، إنني كنت سيئا أثناء مباراة إفريقيا الوسطى، وليس بلحاج لوحده بل الجميع ما عدا حارس المرمى، أرجوكم لا تربطوا تلك الهزيمة بانضمامي للسد، مازلت أتمرن بجدية وإن شاء الله سأعود للياقتي المعهودة مثلما ظهرت به أول مرة أمام الجمهور الجزائري الذي أكن له الاحترام والتقدير... أدرك أن انتقادات الجمهور لبلحاج نابعة من غيرتهم على المنتخب وهذا أمر طبيعي، أقول لهم لا تيأسوا، الهزيمة ليست نهاية المطاف وإنما الفرصة مازالت قائمة وسنضرب لهم موعدا في المباراة القادمة أمام المغرب، ما أحزنني كثيرا هو أن البعض اتهمنا بالخيانة والتآمر ضد المدرب وهذا صدقني لم يحدث أبدا، حيث تربطنا علاقة جيدة مع المدرب بن شيخة ولقد كان الأسبوع الذي قضيناه مع بعض قبل المباراة رائعا وساده الاحترام، كان لدينا إصرار شديد وعزيمة قوية لتحقيق الفوز ورسم البسمة على وجوه الجماهير لكن هذا هو حال الكرة... لقد صدمت بهذه الاتهامات التي أعتبرها خطيرة وباطلة، أقول لهذا الشخص الذي اتهمنا “الله يسامحك“ ولو عشت معنا ظروف ما قبل المباراة لأدركت أسباب الخسارة.
نفهم من كلامك أنكم لستم ضد المدرب بن شيخة. أكيد لسنا ضده، فنحن لاعبون محترفون ولا بد علينا أن نتعامل مع أي مدرب يعينه المسؤولون عن الكرة، سواء بن شيخة أو غيره دائما نبحث عن الفوز ولا أتصور أن هناك لاعبا يحب الهزيمة بسبب مدرب.
هناكـ من أعاد تدهور نتائج المنتخب إلى أنكم أصبحتم مدللين أكثر من اللازم. حرام والله حرام، لماذا كل هذه الاتهامات، وعلى من نتدلل؟ هذه مهمتنا وواجب وطني قبل كل شيء، أرجوكم لا تتهمونا بأمور لم نفعلها ولم نفكر فيها على الإطلاق، علم الجزائر يسري في عروقنا كالدم ولما ننزل أرضية الميدان نعتبر أنفسنا مجاهدين من أجل الدفاع عن كرامة وسمعة الجزائر حتى يرفرف علمنا عاليا في المحافل الدولية مثلما حصل عندما تأهلنا إلى المونديال بعد غياب 24 سنة.
لم تسلم حتى من انتقاد المدرب سعدان الذي قال إنك ضعيف دفاعيا. لا أريد أن أرد على سعدان الذي أحترمه كثيرا، في الحقيقة لا أصدق هذا الكلام لدرجة أنني أتصور أن البعض حرف كلامه أو فهمه خطأ، وإذا كان ما قاله سعدان في حقي صحيحا فأقول لو أنني ضعيف دفاعيا فلماذا كنت أشارك معك كأساسي في جميع المباريات؟... لا أدري ماذا كان يقصد سعدان بكلامه ومثلما قلت لك أكن له كل الاحترام.
كيف تفسر العقم الهجومي الذي أصاب المنتخب منذ فترة طويلة؟ كيف بإمكان المهاجم أن يسجل إذا كان أصلا لا يستلم الكرة أو لا تتاح له فرص باستثناء بعض الفرص القليلة ويعود فيها عدم التهديف إلى سوء الحظ؟ أتصور أن ما يحدث مع المنتخب مجرد كبوة فارس ونحن واثقون بأن “الخضر” سيعودون لمستواهم الحقيقي.
وكيف ترى بقية مشوار المنتخب وحظوظه في التأهل؟ أعتقد أن حظوظنا مازالت قائمة، نحن الجزائريين لا نعرف الاستسلام وسنكافح بكل ما نملك من قوة لآخر دقيقة، مازال أمامنا ستة أشهر و12 نقطة في انتظارنا، أعتقد أن أشياء كثيرة ستتغير قبل مباراة المغرب بالإضافة إلى عودة المصابين، يجب مواصلة العمل وأن نضع اليد في اليد ونتكاتف جميعا سواء المسؤولون أو اللاعبون أو الجمهور حتى نعيد فرحة أم درمان، نحن نتقبل النقد ونعترف بالخطأ ولكن صدقوني لا يعرف الغش أو الخيانة طريقا إلى قلوبنا، نحن بحاجة لوقفتكم معنا ومن دونكم لا نستطيع أن نفعل شيئا.