كيف ترد على السفهاء
قال تعالى في عباد الرحمن :
" وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما "
وفي هذا المعنى أدرج ما جاد به الإمام الشافعي رحمه الله
حياة الأشراف واللئام
أرى حمرا ترعى وتعلف ما تهوى وأسد جياعا تظمأ الدهر لاتروى
وأشراف قوم لاينالون قوتهم وقوما لئاما تأكل المن والسلوى
قضاء لدين الخلائق سابق وليس على مر القضا أحد يقوى
فمن عرف الدهر الخؤون وصرفه تصبر للبلوى ولم يظهر الشكوى
السكوت عن السفيه
يخاطبني السفيه بكل قبح فأكره أن أكون له مجيبا
يزيد سفاهة فأزيد حلما كعود زاده الإحراق طيبا
جواب اللئيم
قل بما شئت في مسبة عرضي فسكوتي عن اللئيم جواب
ما أنا عادم الجواب ولكن ما من الأسد أن تجيب الكلاب
جواب السفيه
إذا نطق السفيه فلا تجبه فخير من إجابته السكوت
فإن كلمته فرجت عنه و إن خليته كمدا يموت
؛
سكت عن السفيه فظن أني .. عييت عن الجواب وما عييت
ولكني اكتسيت بثوب حلم.. وجنبت السفاهة ما حييت
؛
أعرض عن الجاهل السفيه ..فكل ما قاله فهو فيه
فلا يضر نهر الفرات يوما ..إذا خاض بعض الكلاب فيه
؛
لو كل كلب عوى ألقمته حجرا..لصار الصخر مثقال بدينار
ولقد أمر علي اللئيم يسبني ..فمضيت ثمة قلت لا يعنيني
؛
ويقول الامام الشافعي :
لو اني جادلت ألف عالم لغلبتهم ولو اني جادلت جاهلا واحدا لغلبني.
السلام عليكم..
السفهاء والحمقى...يا إلهي ما أكثرهم خاصة في أيامنا هذه....فتالله قد فاقوا الحكماء عددا !!
السفيه أقل شأنا من أن يُعطى اعتبارا أو أن يلقى اهتماما بالرد على سفاهته...لذلك أفضل شيء تجاهله وعدم القاء أي اهتمام له..فالفرق بين الجاهل والعالم كالفرق بين الثرى والثريا..
ومن أبيات الحكمة..في ذلك
ومنزلة السفيه من الفقيه *** كمنزلة الفقيه من السفيه
فهذا عالم في علم هذا *** وهذا فيه أعلم منه فيه
إذا غلب الشقاء على سفيه *** تنطع في مخالفة الفقيه
ومن أقوال الإمام الشافعي رحمه الله
وإذا نطق السفيه فلا تجبه *** فخير من اجابته السكوتُ
فإن كلمتــه فرّجـــت عنه ***وإن خلّيته كمداً يمـــــــوتُ
ومن أبيات الحكمة في ذلك..
أعرض عن الجاهل السفية *** فكل ما قـــال فهو فيــه
ما ضرَّ بحر الفرات يوما *** إن خاض بعض الكلاب فيه
ومنها أيضا.
اصبر على مضض الحسود فإن ذلك قاتله
فالنار تأكل نفسها إن لم تجد ما تأكله
فإن لم ينته فأفضل معاملة معه حينذاك السفسطة السقراطية..والمعتمدة على مذهب الشك فيشك في نفسه فتعجز حماقته وسفاهته عن تحدي الشك لكن هذا الأسلوب يُتعامل به مع من تعرفينهم وتفهمين شخصيتهم وتتوقعين أجوبتهم قبل أن يتلفظوا بها..
وإن بليت بشخص لا خلاق له = فكن كأنك لم تسمع ولم يقل
وإذا أتتك مذمتي من ناقص = فهي الشهادة لي بأني كامل
لقد زادني فخرا لنفسي أنني = بغيض إلى كل امرئ غير طائل
وأني شقي باللئام ولا ترى = شقيا بهم إلا كريم الشمائل
يخاطبني السفيه بكل قبح = وآسف أن أكون له مجيبا
يزيد سفاهة وأزيد حلما = كعود زاده الإحراق طيبا
إذا سبني نذل تزايدت رفعة = وما العيب إلا أن أكون مساببه
ولو لم تكن نفسي علي عزيزة = لمكنتها من كل نذل تحاربه
فإنا وما تلقي لنا إن هجوتنا = لكالبحر مهما تلق في البحر يغرق
لا فخر للأنذال إلا أنني = خلدت ذكرهم بسطر هجاء
وقالوا: فلان في الورى لك شاتم = وأنت له دون الخلائق تمدح
فقلت :ذروه ما به وطباعه = فكل إناء بالذي فيه ينضح
ومن عنده المزيد فليزدنا مشكورا