بعد غياب دام ربع قرن عن الساحة العالمية،
يعود المنتخب الجزائري اليوم لخوض مباريات كأس العالم بمواجهة المنتخب السلوفيني على أرض ملعب ''بيتر موكوفا'' بمدينة بولوكوان في مباراة في غاية الصعوبة على كلا المنتخبين، على اعتبار أن كلاهما يرغب في المرور إلى الدور الثاني وتحقيق إنجاز غير مسبوق، ويعطي منتخب المحاربين هذه المباراة أهمية قصوى كونها ستحدد مصيره بنسبة كبيرة.
خاصة وأن اللقاءين المقبلين أصعب بكثير أمام المنتخبين الإنجليزي المرشح لتتويج باللقب العالمي والأمريكي المتعود على مثل هذه المنافسة وينتظر الجمهور الجزائري هذه اللحظة بفارغ الصبر للتعرف على مستوى منتخبه وحظوظه، بعد انتظار طويل ويتحتم على رفقاء القائد عنتر يحيى الظهور بمستوى أفضل من ذلك الذي ظهروا به في المباريات الودية الثلاث ''صربيا، ايرلندا والإمارات''، وهذا من أجل تحقيق نتيجة جيدة أمام المنتخب السلوفيني الذي سبق له المشاركة مرة واحدة في تاريخه في المونديال كانت بكوريا الجنوبية واليابان 2002، ورغم أن منافس الخضر الأول يفتقر إلى النجوم والخبرة في صفوف تشكيلته، إلا أنه يتميز باللعب الجماعي الجميل والروح القتالية لذلك فإن مهمة المحاربين لن تكون سهلة، خاصة وأن المدرب ماتياس كيك درس أهم نقاط ضعف المنتخب الجزائري ويعرفه جيدا فرديا وجماعيا، والأمر نفسه مع الناخب الوطني سعدان الذي أكد في أكثر من مناسبة أنه درس طريقة لعب منافسه جيدا وسيضع الخطة المناسبة ولن تشتكي كتيبة المحاربين من الغيابات بعد تماثل كل لاعبيها إلى الشفاء وبعد التأكد من عدم خطورة إصابة عنتر يحيى الذي سيكون قائدا خلفا لمنصوري الذي سيكون لأول مرة في كرسي الاحتياط لعدم جاهزيته من الناحية البدنية، كما سيحدث الشيخ سعدان عدة تغييرات على التشكيلة الأساسية نظرا لعدة معطيات أهمها عدم جاهزية البعض بدنيا وعدم تناسب البعض الآخر مع خطته التكتيكية التي سيعتمدها في المباراة.
عنتر وجبور يشاركان
وستدخل تشكيلة المحاربين اليوم بتعداد مكتمل بعد أن تماثل اللاعبين المصابين إلى الشفاء على غرار يبدة وبلعيد، إضافة إلى عنتر يحيى الذي أحدث هلعا بعد أن تعرض إلى إصابة على مستوى الكاحل خلال الحصة التدريبية لصبيحة الجمعة، إلا أن الفحوصات الطبية أكدت أن إصابته ليست خطيرة وقادر على قيادة الخضر في مباراة اليوم، والأمر نفسه فيما يخص جبور الذي سيقود القاطرة الأمامية لكتيبة المحاربين لعله يتمكن من طرد النحس أو بالأحرى العقم الذي طارد الهجوم الجزائري منذ شهر جانفي المنصرم، و سيقحم غزال كمدافع أيمن بعدما فشل في التألق هجوميا وهذا في حال اعتمد عليه أساسيا كون أن غزال الجزائر لا يلعب عادة في منصبه الحقيقي لاعب رواق، في حين سيشكل يبدة ولحسن ثنائي وسط الميدان الاسترجاعي، كما سيعتمد الشيخ سعدان على الوافد الجديد فؤاد قادير أما أفضل لاعب في نادي سوشو الفرنسي رياض بودبوز فإنه سيكون ''جوكير''، بحيث سيحتفظ به الناخب الوطني كورقة رابحة وقد سبق للمدرب العربي والإفريقي الوحيد في مونديال جنوب إفريقيا أنه حضر خطة تكتيكية محبكة جيدا من أجل الفوز في أول مباراة مثلما فعلها في مونديال 82 بإسبانيا عندما قاد الخضر للفوز على المنتخب الألماني المدجج بالنجوم.
''سعدان يعول على الروح القتالية للمحاربين رغم قلة خبرتهم''
ويعول الناخب الوطني رابح سعدان على الروح القتالية لمحاربي الصحراء، إلى جانب الرغبة في تفجير إمكاناتهم بعد أن استخف بهم العديد من المتتبعين وبعض المنتخبات، ورغم نقص الخبرة التي يعانون منها في مثل هذه المنافسة إلا أن رفقاء الحارس شاوشي يمنون النفس بتحقيق الفوز في أول ظهور لهم في المونديال الأسمر للإبقاء على حظوظهم قائمة للتأهل إلى الدور الثاني وتحقيق ما فشل الجيل الذهبي للجزائر تحقيقه خلال مشاركتين في المونديال 82 و86، لأن المباراة الثانية أمام المنتخب الإنجليزي ستكون أصعب كونه المرشح الأول للتأهل إلى الدور ربع النهائي والمباراة الثالثة أمام المنتخب الأمريكي ستكون أصعب أكثر من سابقتيها، بعد أن أبلى البلاء الحسن في كأس القارات، أين وصل إلى النهائي وأسال العرق البارد لراقصي السامبا وكان قاب قوسين أو أدنى من افتكاك اللقب وفاز أيضا على بطل أوروبا المنتخب الإسباني في الدور نصف النهائي، وكان أشبال سعدان قد أكدوا في أكثر من مناسبة أنهم قادرون على إحداث المفاجأة وأحسن مثال على ذلك كأس إفريقيا الأخيرة، أين وصلوا إلى الدور نصف النهائي وقهروا الفيلة الإيفوارية بالروح القتالية والوطنية والإرادة فقط.
''الدفاع مطالب بتفادي الأخطاء والهجوم عليه الاستفاقة''
وسيكون رفقاء القائد عنتر يحيى مطالبين بتفادي سيناريو المباريات الودية التي خاضوها وتحسين أدائهم من أجل إقناع الجماهير الجزائرية، وهذا بعد أن هزموا أمام المنتخبين الصربي والإيرلندي بثلاثية في كل مواجهة وبأداء ضعيف جدا وحتى الفوز وديا على المنتخب الإماراتي لم يكن مقنعا، بحيث كان الهدف الوحيد المسجل في المباريات الثلاث كان عن طريق ضربة جزاء وهذا في ظل عقم الهجوم، ويكون الدفاع مطالبا هو الآخر بتفادي الأخطاء المقترفة سابقا وتسببت في تسجيل أهداف في مرمانا ومع تواجد عنتر يحيى وبوڤرة وحليش، إضافة إلى مساعدة بلحاج الذي سيكون دوره هجوميا أكثر، أما الهجوم فإنه مطالب بالاستفاقة بعدما عانى من العقم لمدة طويلة أو بالأحرى منذ خمس مباريات وربما أكثر، على اعتبار أن الأهداف المسجلة في كأس إفريقيا كانت من قبل المدافعين، ولن تغفر الجماهير الجزائرية أي تعثر مرفوقا بأداء هزيل.